'بلاش نتعود علي بعض' كليب جديد لأنغام، كان يمكن أن يصبح مثل غيره من عشرات الكليبات التي يتم تصويرها اسبوعيا، لكنه فجأة تحول الي أزمة، فقد فوجئت انغام باتهام غريب يواجهها، حيث ردد البعض أنها قامت بتصوير الكليب في مسجد سليمان أغا السلحدار بمنطقة الجمالية وبملابس غير محتشمة! ولأن تهمة كهذه يمكن ان تقلب حياة أي انسان وتفتح شهية بعض المتربصين لإهدار دمها فقد خرجت أنغام عن صمتها المعتاد وظهرت في أكثر من برنامج تليفزيوني لتدافع عن موقفها، كما انها حرصت علي نشر توضيح في موقعها علي شبكة الانترنت تنفي فيه ما تردد.
الشائعة دفعت عددا من أعضاء مجلس الشعب لفتح باب التحقيق في تلك الواقعة والمطالبة بمحاسبة المسئولين عنها ومطالبة شركة روتانا* المنتجة للكليب* بعدم عرضه علي قنواتها الفضائية. في المقابل أكد مسئولون كبار بوزارتي الاوقاف والثقافة أنه لا صحة لكل ماتردد.
كل هذا دفع أنغام للخروج عن صمتها المعهود والظهور في أكثر من برنامج للدفاع عن موقفها بعد ان وجدت نفسها متهمة بانتهاك حرمة أحد المقدسات الدينية.. أنغام حرصت علي الظهور كمذيعة لأول مرة وشاركت عمرو أديب في تقديم حلقة يوم الأحد الماضي من برنامج 'القاهرة اليوم' علي شبكة اوربت وذلك لسببين، اولهما الاحتفال بمرور 8 سنوات علي عرض أولي حلقات البرنامج الأفضل علي الفضائيات العربية حاليا، أما السبب الثاني والأهم فهو نفي كل ما تردد عن تصويرها للكليب داخل ساحة المسجد حيث قالت انها كسيدة مسلمة ما كانت لتوافق علي مثل هذه الفكرة مهما كانت الأسباب، وقالت أنغام: المسجد هو مكان للعبادة واستخدامه في الأعمال الفنية يكون وفق شروط ومعايير محددة تخدم الدين الإسلامي في النهاية وذلك بعد الحصول علي موافقة من الأزهر والجهات المختصة، واضافت ان تصوير كليب اغنية 'بلاش نتعود علي بعض' تم في غرفة مهجورة تقع في منطقة مجاورة للمسجد لكنها لا علاقة لها به تماما، ولاتؤثر عليه ولايراها المصلون، مشيرة الي ان تلك الغرفة كانت قديما 'سبيل ماء' وانها تقع تحت الأرض وواجه العاملون بالكليب صعوبات في التنفس خلال العمل الذي أخرجه احمد المهدي ويقوم بمونتاجه حاليا في لندن للعرض قريبا علي شاشة روتانا.
انغام عادت وأكدت ايضا ان التقرير الصادر عن منطقة آثار الجمالية يؤيد موقفها حيث اثبت ان التصوير تم في السبيل وليس بالمسجد وذلك مقابل مبلغ محدد مسبقا لتأجير المناطق الأثرية هناك لاستخدامها في تصوير الأعمال الفنية، وفي النهاية عبرت انغام عن حزنها تجاه تلك الضجة المفتعلة التي لاتعلم مصدرها حتي الآن ولا الغرض منها وتعجبت من الأخبار التي تناقلها البعض حول ارتدائها لملابس عارية اثناء تصوير الكليب وقالت انها لم ولن تفعل ذلك طوال حياتها فلماذا ستقوم بذلك الأن؟!
موقف مسئولي الآثار
بينما أكد الدكتور زاهي حواس ان كل ما تردد لا أساس له من الصحة وألاعيب تستهدف الحجر علي الفن ويضيف: 'هناك من يحاولون الحجر علي الفن واعادتنا الي عصور التخلف، ولايجدون لتحقيق ذلك سوي اطلاق ادعاءات لاثارة المجتمع، وهي ادعاءات غير صحيحة بدليل ان شيخ المسجد الذي اطلقها عاد ليؤكد في خطاب لوزارة الأوقاف انه لم يقل ما ورد علي لسانه'، وأوضح الدكتور حواس ان التصوير تم في سبيل وليس في المسجد كما تردد وأكد ان هناك ضوابط تحكم هذه الأمور: 'هناك شروط عديدة تضعها الآثار لضمان جدية العمل الذي يتم تصويره في مكان اثري وعدم اساءته للثوابت، وقد تحققنا من ذلك قبل منح انغام التصريح.
كما ان اعطاء التصريح لايعني نهاية المطاف، فهناك مفتش يصاحب التصوير علي الدوام منذ البداية حتي النهاية وتكون الآثار علي علم كامل بكل ما يتم اثناء التصوير كما ان لدينا الحق في منع التصوير اذا اكتشفنا ان به أي تجاوزات، وهو مالم يحدث في اغنية انغام التي اعتبرها فنانة جادة ومتميزة، ثم يعود الدكتور زاهي حواس للتأكيد علي ان ماحدث لايستهدف الإساءة للمجلس الأعلي للاثار بقدر ماهو معركة ضد الفن تستخدم فيها اسلحة غير مشروعة ويعلن عن رفضه لكل ذلك لان الحجر علي الفن في الألفية الجديدة يعتبر تخلف لابد ان نواجهه بكل شدة، لان الفن الجاد هو احدي دعائم اي حضارة انسانية.
ظلم شديد
ويري دكتور جمال سلامة عضو مجلس ادارة نقابة المهن الموسيقية ان الكلام حاليا عن كليب انغام الأخير سابق لأوانه:
ويقول عندما تعرضت روبي للنقد الشديد من جانب المتخصصين وغير المتخصصين في الكليب الذي ارتدت فيه ملابس فرعونية كان النقد يحمل شيئا من المصداقية لانه كان مبنيا علي حقائق فعلية وليس تكهنات او شائعات وعندما نتحدث عن سرقة لحن لم نسمعه بعد او كلمات لم نسمعها ايضا فإن الامر قد يكون مقبولا رغم انه غير منطقي وبه ظلم شديد لكن عندما نتحدث وننقد عملا فنيا ونحاول ربطه باحترام الأديان فهنا لابد ان نتروي حتي نشاهده ويكون كلامنا ونقدنا في محله لان الأمر لايحتمل التأويل فكليب انغام هوجم بحجة انه تم تصويره في مسجد أثري وهي ترتدي ملابس عارية في حين اننا لم نشاهده حتي الان فهل تم التصوير فعلا داخل المسجد وبملابس عارية ام ان تلك مجرد شائعات وماهو الحل اذا ما اتضح ان ذلك مجرد اوهام ولاتمت للحقيقة بصلة وكيف يمكن تعويض انغام عن الخسائر المادية والأدبية التي تلحق بها نتيجة هذه الأقاويل؟
لذلك فأنا أري أن انغام تعرضت لظلم شديد وكان ينبغي الانتظار قليلا لان الاتهامات هذه المرة تمس جانبا حساسا في قلوب الملايين من المسلمين والذين لا يقبلون المساس بعظمة دينهم ومكانة المساجد في قلوبهم ويرفضون الاستهانة ببيت من بيوت الله.
أما عن دور النقابة في مثل هذا الموقف فيقول د. جمال سلامة: نطالب بوقف هذه الاتهامات فورا والانتظار حتي يظهر العمل الي النور والحكم عليه وفي حالة صدق الشائعات سيكون للنقابة موقف حازم تجاه أنغام والقائمين علي الكليب نظرا لخطورة القضية فهي ليست خلافا علي لحن أو كلام ولكنها هذه المرة تستدعي التدخل لكن المشاهدة والتقيميم هي التي ستحدد نوع التدخل والكلام عن نوع العقاب سابق لأوانه اما اذا لم تكن الاتهامات صحيحة وكانت انغام فعلا مظلومة فستقف النقابة بجانبها حتي تحصل علي قائمة حقوقها التي يكفلها لها القانون